التخيل والتصور الذهني

بحث وموضوع في علم النفس العام التخيل والتصور الذهني
المراجع مدروجة أسفل المقال الحقوق محفوظة لأصحابها
بحث في التخيل والتصور الذهني 

 
المقدمة
بدأت تظهر في العديد من البرامج التربوية نشاطات التصور والتخيل ومناهج ذات أساس تخيلي ، إذ تأثر التربويون بنجاح الجهود في علم النفس والطب، فبدأت عملية تدريس العقل الحدسي التخيلي المجازي "الّذي يطلق عليه بالشق الأيمن من الدماغ"، وكذا عملية تدريس العقل المنطقي التحليلي" الّذي يطلق عليه بالشق الأيسر من الدماغ".
إنّ ما قد يتبادر الى ذهن الانسان في بعض الاحيان من صور قد تجعله لا يستطيع التفرقة بين ما هو تصور وتخيل كما أن عملية التصور والتخيل  قد ساهمت في حل العديد من المشاكل النفسية، العلمية وحتى الرياضية لهذا ارتأينا ومن خلال هذا البحث أن نتناول موضوع التخيل والتصور و نطرح التساؤل التالي:
-   ماهية التصور والتخيل؟ وما هو الفرق بينهما؟



 

1/ماهية التصور الذهني:[1]
يعد التصور العقلي وظيفة معرفية للكائن الحي و هي عامل أساسي في تطوير المهارات الحركية و الأداء ، إذ يعتبر لب عملية التفكير الناجحة ، و هو انعكاس الأشياء و المظاهر التي سبق للفرد إدراكها و مهما كان شكل التصور فانه يتطلب أولا أن نتعلم و أن نكتسب الخبرة ثم يمكن بعد ذلك إحيائها أو إعادتها و استرجاعها أو التعرف عليها أو أدائها.
و قد تم تعريف التصور من قبل العديد من العلماء نذكر من هذه التعاريف :
-
تعريف رودك :
هو الصورة المحفوظة في وعي الإنسان للأشياء و الظواهر الموجودة في البيئة و خصائصها التي أدركها من قبل .
تعريف احمد عزت راجح :
إذا كان الإدراك الحسي هو تفطن الفرد لأشياء حاضرة بالفعل تؤثر في حواسه ، فالتصور هو استحياء هذه الأشياء في الذهن على هيئة صور في غياب التنبيهات الحسية
تعريف روتيج 1977:
هو عبارة عن مجموعة المعلومات التي يمتلكها الفرد عن خط سير حركات معينة و يمكن له تنشيطها و استدعائها قبل و خلال و بعد الانتهاء من الأداء و بدرجات وضوح مختلفة . ويمكن لهذه الصور المخزونة في الذاكرة الحركية أن يتم استدعاؤها و تدعيمها من خلال استخدام التدريب الذهني و دون الأداء الفعلي


2/أنواع التصور العقلي :
يؤكد (ماهوني وافنر 1977 ) أن علماء نفس الرياضة يجمعون على نوعين أساسيين من التصور هما :

أولا : التصور الداخلي
ويقصد به ممارسة مهارة بدنية بصورة عقلية معرفية بدون حركة واضحة للأطراف أو الجسم.و يعتبر هذا النوع من التصور حركيا في طبيعته ،أي إن اللاعب يتظاهر بأنه في صورة جسمية أثناء الأداء ،فاللاعب يشعر بنفسه و هو يؤدي و يستطيع رؤية هدف الانتباه و لكن بعيدا عن جسمه ، أي انه يستدعي الصورة العقلية لمهارة معينة سبق له إتقانها أو مشاهدتها و يمارسها عقليا و داخليا بدون الفعل الحركي، كما إن اللاعب الذي يستخدم هذا النوع يسترجع الصور بهدف ممارسة خبرة الموقف و التعرف على جميع العمليات المصاحبة من شعور و إحساس و انفعالات و إجراء التقييم حتى يمكن اتخاذ الاستجابات المناسبة في المستقبل

ثانيا: التصور الخارجي
يعرف هذا النوع من التصور بأنه تخيل معرفي يراقب فيه اللاعبون أنفسهم كما لو كانوا يؤدون ويعد هذا النوع بصريا في طبيعته ، أي أن اللاعب يدعي انه يراقب أدائه من الخارج ويوجهه ويتوقف عند نقطة معينة من الأداء يختارها انتقائيا ليؤكد على الجوانب الفنية والمهارية الصحيحة فيها ،وفي هذا النوع يشاهد اللاعب نفسه كما لو كان يشاهد فيلما سينمائيا، ومن يستخدم هذا النوع يسترجع جميع الجوانب المرتبطة بالأداء في محاولة لإيجاد العلاقات لتوظيفها بطريقة الأداء المناسبة و التعرف على الأخطاء أو وضع الخطط للتنافس في المستقبل .
3

/مبادئ التصور العقلي :
إن الاستخدام الجيد للتصـور العـقلي يتوقف على مجمــوعة مــن المبادئ ـ هي :
·      التصور العقلي للأداء و نتائجه ،إذ يجب إن يتصور اللاعب أداء المهارة إلى جانب نتائج هذا الأداء .
·       الانتباه إلى التفاصيل ،فكلما كانت التفاصيل اكثر وضوحا كان التصور افضل
·      التركيز على الإيجابيات، إذ يجب أن يكون تركيز التصور على الأداء الناجح لان ذلك يدعم العلاقة بين المثير و الاستجابة و يعمل بالتالي على الارتقاء بمستوى الأداء .
·      التصور للمهارة ككل و ليس التركيز على جزء من أجزائها ، لان الأخيرة يتم التحكم بها بواسطة البرنامج الحركي . لذلك فمن الأهمية بمكان ممارسة البرنامج كاملا .
·      التصور قبل الأداء مباشرة ، إذ يجب على اللاعب استخدام المهارات التصورية لاسترجاع المهارة على الأقل مرة واحدة قبل الأداء مباشرة . و يعتمد عدد مرات الاسترجاع على طريقة اللاعب الخاصة و طبيعة النشاط الممارس.و يفضل الأداء الأكثر من ذلك إذا كان هناك متسع من الوقت .
·      التصور بنفس سرعة الأداء ، إذ عادة ما يميل اللاعب إلى أداء التصور بشكل أسرع من الأداء المهاري . و كما هو معروف فان ممارسة الأداء بسرعته المثالية يساعد اللاعب على تعلم التوقيت السليم للمهارة و نفس القول يصدق على التصور .
·       التصور لمدة قصيرة من الوقت ، إذ يحقق ذلك نتائج إيجابية و يجنب اللاعب الصعوبات التي يواجهها عند محاولة الاحتفاظ بالتركيز لمدة طويلة من الوقت و قد وجد إن الفترة مابين 3-5 دقائق مناسبة لتحقيق الغرض مع الوضع في الاعتبار سن اللاعب عند تعلم مهارات الانتباه ، فإذا كان غير قادر على توجيه الانتباه الكامل إلى ممارسة التصور فان العائد سوف يكون قليلا .

4/ مميزات التصور العقلي
إن للتصور العقلي بعض المميزات التي لابد من ذكرها :
§       يكون التصور اقل درجة في الوضوح من الإدراك حيث يأتي الإدراك أولا ؛
§      يتميز التصور بعدم الثبات ،حيث يتغير لون الأشياء و شكلها و حجمها؛
§      قد يقفز التصور من حركة إلى أخرى أو من موقع إلى آخر و هذا ما يعد أحد مشكلات التصور و هو عدم المقدرة على التركيز.
5/عملية  التصور :[2]
تتم عملية التصوير الذهني في داخل الدماغ ، ففي داخل الدماغ تخلق الصور ، إلاّ إنّه يتوجب علينا أن نتعلم من جديد كيف نقوم بذلك بكفاءة . ويقسم الدماغ إلى قسمين يعملان بطريقتين مختلفتين . فعمليات المنطق والتسبيب والرياضيات والقراءة والكتابة واللغات والتحليل تتم في القسم الأيسر ، في حين تتم عمليات التعرف والتناغم والصور البصرية والخلق والتركيب والأحلام والعلامات والعواطف في القسم الأيمن
لا تبدأ أي عملية تصوير ذهني إلا بعد أن تصبح في حالة استرخاء تام . ويمكن الوصول إلى ذلك بطرق مختلفة منها التنويم المغناطيسي الذاتي . وعلى أية حال يجب أن تصبح عيناك مغمضتين ، وتنفسك بطيئاً ومنتظماً ، وعضلاتك مرتخية . ولا يهم أن تكون مستلقياً على سرير أو جالساً على كرسي . وفي حالة الجلوس على الكرسي ليكن ظهرك مستقيماً وقدماك مبسوطتان على الأرض ويداك في وضع مريح .
هنا تبدا عملية التصور التي يمكن أن تنقسم عدة أقسام هي :
 - صورية أغلق عينيك وتدرب على خلق الصور التالية في عيني ذهنك :  أرقام مكتوبة على لوحة. حروف أو كلمات مكتوبة على لوحة. -  دائرة ملونة . -  مثلث ملون
وإذا كانت هناك بعض الصعوبة في خلق هذه الصور ارسمها على ورقة بيضاء كبيرة ، ثم انظر إليها لعدة دقائق ثم حاول تصويرها في ذهنك .
- صوتية. تصور في ذهنك الأصوات التالية ، وإن وجدت صعوبة في ذلك تخيل مشهداً تكون هذه الأصوات جزءاً منه : جرس . -  صوت يناديك باسمك . -  أطفال يلعبون . -  المرور في شارع . -  القطار .
- حركية تصور أنك تقوم بالحركات التالية : -  المشي . -  الركض . -  السباحة . -  قيادة السيارة .
- لمسية. تصور إنك تقوم بما يلي : -  المصافحة باليد . تحريك أصابعك على صوف ناعم .
- ذوقية. تصور أنك تتذوق ما يلي : طبقك المفضل من الطعام، برتقالة، آيس كريم، شراب حار .
- شميّة تصور أنك تشم ما يلي : عطر، نفط، خبز خارج توّاً من الفرن، نعناع ،زهرة .
كانت هذه أمثلة ليس إلاّ ، إذ تستطيع أن تتصور ما شئت . المهم هو أن تتدرب عليها بأن تتصور نفسك في ذلك المشهد وأنت ترى أو تشم أو تتذوق أو تفعل ما أنت تتصوره . ركز تماماً وعد إلى المشهد كلما تشوش تفكيرك .
6/التخيل[3]
يمكن تعريف التخيل  أيضا على أنه ملكة  تشكيل الصور و هو التخيل المبدع وتمثل لموضوعات في حالة غيابها وهو التخيل التمثيلي ، و عليه ليس للتخيل صورة واحدة، منه ما هو من حالات استرسال النفس في ربط الصور لمجرد التعرف عليها وتمثيلها ،و منه ما هو ملكة لتركيب الصور وإبداع الجديد الذي لم يكن موجود و قد لا يوجد أبدا في الواقع. و لكن ما الذي يميز بين هذين النوعين من التخيل

7/أنواع التخيل
أ/ التخيل التمثيلي أعم أنواعه :
لنتمعن في هذا الوصف لبعض أحوال النفس : ليذهب الشيء الذي أنظر إليه من أمامي، ولتهدأ الضجة التي أسمعه ، ولينقطع الطعام الذي أحدث في لذة، ولتنطفئ النار التي كانت تدفئني ، وليعقب الحرارةَ إن شئت إحساس بالبرودة؛ فأنا أتصور وأتخيل هذا اللون، وهاته الضجة، وهذه اللذة، وتلك الحرارة . فإذا عادت إلي في الظلام والسكون صورة ما سمعت وما رأيت، لم أقل أني أراها أو أسمعها بل قلت أني أتخيلها " [4]
إن في هذا الوصف صورة شبيهة إلى حد كبير بصورة الاسترجاع، إنها استرجاع صور بعد غياب الأشياء التي أحدثتها، وفيه إشارة إلى أن صورة شيء بعينه يتم تخيلها وتمثلها لا إدراكها مباشر ة.
وهذا النوع من التخيل يتعلق بمجرد عودة الصور النفسية إلى ساحة الشعور دون التعرف  عليها، كما هو الحال في التداعي، وهو عام في حياتنا اليومية، فإذا كنا -مثلا - في اجتماع مملّ فإننا نتصور عفويا حالات مختلفة لا تربط بينها منطقياً روابط متينة .
ب/ التخيل المبدع أخصب أنواعه :
لقد بين الفيزيائي) تندول [5](أهمية الخيال في تاريخ الإبداع العلمي بقوله :
" كان انتقال) نيوتن( من تفاحة ساقطة إلى قمر ساقط عملا من أعمال الخيال المتأهب . ومن بين الحقائق الكيميائية، استطاع خيال )دالتون( البناء أن يشيد النظرية الذرية ،وقد منحت الطبيعة)  دافني(موهبة تخيلية غزيرة، أما)  فاردي (فقد مارس هذه الموهبة على الدوام ؛ فكانت سابقة ومصاحبة ومرشدة لجميع تجاربه، وترجع قدرته وخصوبته . كمكتشف ، الى حد كبير، إلى القوة الدافعة للخيال " [6]
إن هذا النوع من التخيل، هو تخيل إبداعي؛ ففي بعض الأحيان يلجأ الإنسان إلى تركيب الصور ليستخرج منها نموذجاً جديداً يتجاوز بها الواقع وينفلت منه، ويمكن أن نستنتج من ذلك أن الخيال وضع نفسي كلي فعال؛  فهو كلي كالإدراك، والإنسان يستشير النفس كلها في رغباتها وآمالها، وفي عواطفها وانفعالاته ا، كما في أفكارها ومعانيها، وهو فعال لأنه إنشاء، وقد يترتب عليه سلوك ما.[7] وهذا النوع من التخيل لا يخص مجالا بعينه، بل نجده في حياتنا العملية ونجده أيضا في الحياة النظرية العلمية؛ في العلم والتقنية والسياسة والأخلاق والفن والفلسفة .
8/يتميز التخيل ب
§   لا تحده القيود التي نواجهها في العالم الخارج؛
§   في التخيل لا يطرح الزمان والمكان أية مشكلة أمام العقل؛
§   إن التخيل منفذ الى عالمنا الداخلي، تلك المملكة السحرية التي يبدع الخيال فيها حقائقه الخاصة به؛
§   يعد التخيل أداة تعلمية قيمة فهو مهارة تفكير.
9/التخيل مصدر الأخطاء و الوهم
إن النظرة الكلاسيكية للتخيل، كانت في الغالب تنتقص من قيمته فهي ترى فيه جنون العقل، عقل لا يقدر على مراقبة ذاته والتحكم فيها. فهو موطن الوهم والخطأ والتدليس، قال في شأنه" باسكال" هذه القوة الخارقة، عدوة العقل وتريد مراقبته والتحكم به، كي تظهر كم تستطيع أن تجعل في الإنسان طبيعة ثانية. فهي تصنع سعداءها وتعساءها، قديسيها ومرضاها، وأغنيائها وفقراءها ". فالتخيل بالنسبة ل : باسكال قوة تجعل من الإنسان لعبتها، وقد بسطت سلطانها في المجتمع من خلال الاحتفالات. ومن جهة أخرى بين "ديكارت" أن التخيل قدرة أفقر من ملكة الفهم، فأنا أستطيع أن أدرك و أتصور بوضوح و تميز مضلع ا يتألف من ألف ضلع لكنني مهما صنعت فأنا لا أستطيع أن أتخيل أضلاعه .
وبالنسبة للفيلسوف الفرنس ي "آلان "  وتندرج نظرته  ضمن النظرة الكلاسيكية: حيث يعتبر أن التخيل ليس شيئا سوى إدراك خاطئ ، ويعتقد أن هنا ك نوع ي ن من التخيل أحدهما يتجه إلى الخارج وهو حكم خاطئ على الموضوعات الخارجية. والآخر متجه إلى الداخل، إلى حساسيتنا الداخلية وهي إدراك خاطئ، وفي الحالتين فإن الصورة لا توجد فعليا كصورة، والتخيل يستند إلى واقعة مدركة إدراكا سيئا، ويمثل حكما  خاطئا على موضوعات الإدراك[8]
10/التخيل و تغيير الواقع :
لنتأمل دور الخيال في اكتشاف لبنة جديدة في العلم أثّرت في صناعة الواقع :
يروي لنا العالم الكيميائي الألماني "كيكله" Kekulé  كيف اهتدى إلى اكتشاف حلقة البنزين وهو جالس يكتب أحد مصنفاته  في الكيمياء قائلا : " ولكن التأليف لم يكن على ما يرام؛ إذ كانت روحي هائمة في أشياء أخرى، فأدرت مقعدي ناحية المدفأة ، واستغرقت في ما يشبه الحلم، وأخذت الذّرات تنطلق مارقة أمام عيني : صفوف طويلة تتّحد في أش كال مختلفة، وتتقارب أكثر فأكثر، متحركة تتلوى وتدور كالثعابين. ولكن ما هذا ؟ لقد أمسكت أحد الثعابين ، وأخذت أديره باستخفاف ثم استيقظت كما لو أن ومضة برق قد بهرت عيني؛  وأمضيت بقية ا لليلة في استخلاص النتائج ؛ فلنتعلم أن نحلم أيها السادة" ! [9]في هذا الاكتشاف نجد صورة للتخيل الإبداعي في مجال العلم، فنلاحظ كيف استطاع هذا العالم أن يبدع صورة ما من خلال ما هو متوفر لديه من مادة واقعية، وما أبدعه كان في خدمة الإنسان، وفي صناعة الواقع . وعلى ال رغم من أن التخيل في أحد جوانبه هو تجاوز وإفلات من الواقع، إلا أن المادة التي نكون بها هذه الصور اللاّواقعية هي من صميم الواقع، فمهما بلغ خيال الإنسان من مدى إلا أنه لا يتجاوز ح دود ما هو واقعي فيما يخص الصور التي يركبها، والتي تؤلف في الأخير صورة إبداعية

11/الفرق بين التصور والتخيل:
التصور : هو استحضار صورة موجود سلفا في العقل والذاكرة وعلى الأغلب تأتي مطابقة للصورة الحقيقية الموجودة في الحياة او الواقع، التصور كلمة مشتقة من تصوير والتصوير هو صورة عن الواقع مثلا نقول تصوير فوتوغرافي لمنزل أي صورة للمنزل طبق الأصل
والتخيل: كلمة مشتقة من تخيّل = شي غير ممكن حدوثه في بعض الأحيان
التصور أقرب للواقع من التخيل فالتخيل قريب للخيال وليس الواقع فعندما يتصور الإنسان يتصور شيئا قد رآه وكون له صورة في عقله ودماغه مسبقا فله اصل في ذاكرته وهو موجود في خبرته السابقة لذا يستحضر نفس الصورة الحقيقية من الواقع ،أضف إلى ذلك فهناك فرق بين التصور والتخيل: أن التصور تخيل لا يثبت على حال وإذا ثبت على حال لم يكن تخيلاً فإذا تصور الشيء في الوقت الأول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل إنه تخيل، او انه (وهم) وقيل التخيل تصور الشيء على بعض أوصافه دون بعض فلهذا لا يتحقق.















الخاتمة
وفي ختام هذا البحث لا يسعنا إلاّ أن نقول أنه  وبصيغة مختصرة أن التصور أي  القدرة على استدعاء الصور البصرية وتكوينها في الذهن هو عملية أساسية لهذا نميز بين التصور والتخيل حيث يعالج التصور في اطار تعريف اتفاقي للتخيل الداخلي ، فهو أشبه مايكون بالصورة الثابتة
إنّ التخيل يشبه الفلم السنيمائي متعدد قنوات الحس، فالزمان والمكان لا يطرحان أية مشكلة أمام العقل فبه نستطيع السفر إلى الصين بايحاء من الكلمة أو أن نتقلص إلى حجم ذرة لنستكشف العوالم المجهرية                                                           


[1]  د. لمياء الديوان موقع http://lamya.yoo7.com/t222-topic
[2]  نزار محمد شديد ماذا تعرف عن العلاج العقلي والتصوير الذهني http://www.edracat.com
[3]  كتاب الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي ص 77.  2011-2012
[4]  بوسويه ، معرفة الإله والنفس، نقلا عن / جميل صليبا ، علم النفس ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 2 ، ص ، 340
[5]  فيزيائي ايرلندي. (1820  1893 )
[6]  وليم بفردج ، فن البحث العلمي، ترجمة / زكريا فهمي، دار إقرأ ، بيروت ،، ص 101. ،1983
فيزيائي - (1844-1766 Dalton)، فيزيائي وفلكي (1727 - 1642 Newton) ،
(1867- 1791 Faraday ) ، كيميائي وفيزيائي Dafney 1778-1829،
والأربعة كلهم بريطانيون.
 [7]  ولهذا تفضل كلمة تخيل على خيال لأن كلمة تخيل تشير إلى الفعالية، ويقال أيضا عن الخيال أنه مبدع لأنه يبدع فعلا، وضعا نفسيا جديدا لا علاقة له بالحاضر ولا بالماضي ولا بالمستقبل، فعندما يتصور الطالب نفسه ناجحا تتملكه الصورة ويحاول تحقيقها، فيندفع في المذاكرة انظر: جميل صليبا، المرجع السابق.
[8]  78 -79  ص  Jacqueline Russ abrégé de philosophie
[9]  فن البحث العلمي ، ص ، 99

No comments:

Post a Comment